كيف تعزز ثقة الطفل بنفسه في مرحلة المراهقة (من 14 إلى 16 عامًا)
تعد مرحلة المراهقة من 14 إلى 16 عامًا واحدة من أكثر الفترات حيوية وتشكيلًا في حياة الإنسان. خلال هذه المرحلة التي يمكن أننسيها مرحلة (تكوين النفس) يمر المراهق بتحولات جسدية ونفسية واجتماعية كبيرة تؤثر على تطوير هويته الشخصية. ومن أهم العوامل التي تساعد المراهق في تجاوز هذه المرحلة الصعبة بنجاح هو تعزيز ثقته بنفسه.
لذا يحتاج الوالدان في هذه المرحلة لبذل الكثير من الجهد لتعزيز قدرة أبنائهم على مواجهة التحديات والثبات على تحقيق الأهداف فالمراهق الواثق من نفسه أكثر قدرة على اتخاذ قرارات سليمة، وتكوين علاقات إيجابية، والتعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية بفعالية والتحصيل العلمي الجيد.
في المقابل، يمكن أن يؤدي نقص الثقة بالنفس إلى مجموعة من المشكلات النفسية والاجتماعية، مثل القلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية. يمكن أن يشعر المراهقون الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس بعدم الكفاءة والانطواء على الذات.
أهمية مرحلة المراهقة (من 14 إلى 16 عامًا)
إن الفترة العمرية الواقعة بين 14 و16 عامًا تتوافق مع مرحلة اكتشاف الطفل لنفسه وإثباته لذاته هي فترة تكون صعبة بشكل خاص بالنسبة للأطفال من حيث تقدير الذات. فالمراهق يحاول في هذا العمر الكثير اكتشاف من هو "حقًا" ولا يفهم تقلباته السلوكية، ويسأل نفسه هل أنا طيب أم قاسي، هل أن اجتماعي أم خجول، هل أنا مجتهد أم كسول؟ إنهم يرون أنفسهم معقدين وفريدين. وغالبًا ما يشعرون بأنه لا أحد يمكن أن يفهمهم - خاصة والديهم.
وفي هذا هو العمر تزيد معدلات الاكتئاب لدى الفتيات - وليس الأولاد - بشكل ملحوظ. فبحلول أواخر المراهقة، تكون الفتيات عرضة للاكتئاب بمعدل ضعف الأولاد ونجد أنهم أصبحوا دراميين ويشعرون بالحزن أو الانزعاج معظم الوقت، ويشعرون بانعدام القيمة، وبالذنب المفرط أو غير المناسب، كما أنهم يشتكون بالتعب طوال الوقت أو انخفاض الطاقة بشكل ملحوظ، وقد يفقدون الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها،ويعاني بعضهم من صعوبة في التركيز أو تغييرات في النوم أو الوزن أو الشهية وهنا نحتاج لدعمهم بشكل أكبر كي يتجاوزوا هذه المرحلة الحساسة بسلام.
نصائح لتعزيز ثقة المراهق بنفسه
امنحي طفلك المراهق الفرصة لاستكشاف وتجربة هويات وشخصيات مختلفة، ولكن تأكدي من وضع حدود معقولة للحفاظ على سلامته. وعند الحاجة لتوجيهه أو تصحيحه، كوني لطيفة وحنونة وقدمي له طرقًا لتحسين سلوكه بدلًامن النقد والتوبيخ وإعادة فتح ملفات قديمة أو أخطاء مرت عليها أكثر من شهر، لأن المراهقين في هذه المرحلة يحاولون بناء هوية جديدة ولا يريدون أن تظل أخطاؤهم القديمة عائقًا لهم.
كذلك، تجنبي التلميح بأي تعليقات سلبية حول مستقبلهم، مثل "إذا لم تدرس، لن تكون شيئًا ذا قيمة في المجتمع" فهذا يؤذيهم ولا يساعدهم. بدلاً من النقد والتجريح واللوم أظهري ثقتك الدائمة بأنهم سيجدون طريقهم الصحيح.
كوني لهم قاعدة آمنة يمكنهم الاعتماد عليها والانطلاق منها لمواجهة الحياة، ومصدر دعم وراحة في الأوقات الصعبة التي يمرون بها.

0 التعليقات