لماذا يصرخ طفلك عندما توبخينه؟ وكيف تتعاملين مع سلوكه الخاطئ؟

By eng.Ola Saleh - يونيو 21, 2024


كثيرًا ما نواجه مواقف صعبة مع أطفالنا عندما يخطئون ويحتاجون إلى توجيه. قد يتفاعل الطفل بشدة عندما نقوم بتصحيحه، مما يثير مشاعر سلبية لدى الطرفين.سنشرح في مقال اليوم سبب هذه المشاعر وكيفية التعامل معها.

كيف تتصرف مع خطأ الطفل المحرج؟


 لنفترض أنك في زيارة لدى بيت صديق طفلك وقام ولدك بتصرف غير لائق كأن كسر شيئُا ما فشعرتِ بالإحراج وخرج الشعور بالخجل لديك على شكل غضب تجاه طفلك. وبمجرد خروجك من منزل الصديق صرختي بوجه ابنك قائلة "لا أصدق أنك فعلت ذلك!"  وأغلقت باب السيارة بعنف. "كم مرة قلت لك من قبل كن هادئًا ومؤدبًا"  "لماذا أسقطت الكوب على الأرض وكسرت الزجاج يا لك من فوضوي" " هل تعتقد أن أم صديقك سترغب في دعوتك مرة أخرى عندما تتصرف بشكل متهور وتكسر أشياءها؟" وغيرها من كلمات اللوم التي لا تنتهي..

سيبدأ طفلك بالدفاع عن نفسه وتبرير أفعاله، ثم يشعر بالذنب والغضب ويتهمك بعدم محبته ويخبرك عبارات مثل: "لماذا تصرخين دائمًا في وجهي؟  هل تعتقدين أنني أسوأ طفل في العالم!"  هذا السيناريو يوضح الصراع العاطفي الذي يمكن أن ينشأ بين الأهل والأطفال عند توجيه اللوم لهم.

في هذه المواقف، يشعر الأطفال بالخجل عندما يتلقون اللوم، ويكون رد فعلهم الأول هو محاولة تبرير سلوكهم. عندما يشعر الطفل بعدم الرضا، قد يرد بنبرة دفاعية أو حتى يبدأ بالبكاء. ومن جهة أخرى قد يشعر الأهل بالإحراج من سلوك طفلهم، مما يجعلهم يبدون غاضبين.

ارتكب الطفل خطأً بكسر الزجاج بلا شك. لكن دعونا نفكر في المشاعر التي من المحتمل أن تكون وراء هذا التفاعل: يشعر كلا من الطفل وأمه بالخجل.  
يرد الطفل في البداية بمحاولة تحويل اللوم ثم ينتقل إلى الدفاع عن نفسه ثم إلى الاكتئاب، وأخيراً إلى الغضب والأذى حيث يتهم أمه بعدم محبته.  
من المحتمل أن تكوني كأم شعرت بالإحراج الشديد لأن طفلها تصرف بشكل سيء أمام شخص بالغ آخر. يميل الآباء إلى الشعور بالمسؤولية عندما يفعل أطفالهم شيئًا خاطئًا. ربما تخيلت أم صديقك وهي تحكم عليك، متسائلة "ما نوع الأم التي تسمح لطفلها بالتصرف بهذا السوء؟" لكن لماذا يخرج الشعور بالخجل على شكل غضب تجاه الطفل. 

إننا نحن الآباء على في وضع حرج فنحن نرغب بأن يشعر أطفالنا بأنهم محبوبون ومقبولون دون شروط. ومن ناحية أخرى، من واجبنا تعليمهم  النظام والهدوء مثل جمع ألعابهم وإنهاء واجباتهم المدرسية  والتوقف عن مضايقة إخوتهم. 

من غير الواقعي أن نتخيل أننا سنكون دائمًا راضين عن أطفالنا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعليقاتنا، سواء كانت إيجابية أو سلبية، مهمة للغاية للأطفال لتعلم قيمنا وفهم ما هو سلوك مقبول أو غير مقبول.  
وإيجاد التوازن بين الاتصال والتصحيح ليس دائمًا سهلاً.



أهمية التوازن بين الحب والتوجيه

تؤثر ردود أفعالنا تجاه سلوك أطفالنا على كيفية شعورهم تجاه أنفسهم وعلينا استخدام قوة ارتباطنا بأطفالنا لتخفيفهم من النقد الذاتي القاسي.  
عندما يعاني الأطفال من انخفاض ثقتهم بأنفسم، غالبًا ما نشعر نحن الأمهات بالقلق والذنب. وقد نتساءل، "هل تسببت في ذلك؟ هل كنت ناقدة جدًا؟ هل لم أكن داعمة لطفلي بما يكفي؟ هل بسبب أنني فقدت أعصابي تلك المرة؟" 

فالأطفال الذين تعرضوا للإساءة بشكل مستمر هم أكثر عرضة للشعور بالخجل وانخفاض التقدير الذاتي ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من الأهل للأطفال الذين يعانون من انخفاض التقدير الذاتي ليسوا مسيئين بالتأكيد.  
لكن تلقي ردود فعل اجتماعية سلبية باستمرار على شعور الطفل تجاه نفسه. أو تخيل طفلاً قلقًا وحساسًا جدًا للنقد. قد يكون هذا الطفل عرضة لتذكر والتفكير في أقل توبيخ، مما يؤدي إلى انخفاض التقدير الذاتي. طفل آخر قد يكون طالبًا ضعيفًا أو رياضيًا ضعيفًا مقارنة بزملائه، مما يحفز الشعور بالنقص الذي يتصلب إلى انخفاض التقدير الذاتي.  

نحن مرآة أطفالنا



لا شك أن كل إنسان منا يطور صورته عن نفسه من خلال تفاعلاته مع الآخرين ويتخيل كيف يراه الآخرون  ويحكمون عليه ويشعرون تجاه، مما يثير أفكارًا ومشاعر تجاه نفسه ونحن كأهل أول مرايا لأطفالنا وتأثير دائم على كيفية رؤيتهم لأنفسهم. عندما نرد على أطفالنا بفرحة أو تسلية أو استنكار أو شفقة، فإن تصوراتهم عن ردود أفعالنا تساهم في فهمهم المتزايد حول ذواتهم مما يؤثر على شعورهم تجاه أنفسهم.  

على الرغم من أن أهمية دور المعلم والأصدقاء على ثقة الأطفال بنفسهم مع التقدم الأطفال في العمر، إلا أن تأثير رضا الأهل على التقدير الذاتي يبدأ من الطفولة المبكرة ويستمر حتى المراهقة فنحن نلعب دورًا كبيرًا كأمهات وآباء في تعزيز ثقة أطفالنا بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم وردود أفعالنا تجاه سلوكهم تؤثر بشكل كبير على كيفية رؤيتهم أنفسهم. 

لذلك، لنحرص على أن لا نكون مرايا مشوهة لهم ولا نراهم دومًا بطريقة سلبية ونتجاهل إيجابياتهم ونستمر في توجيه الانتقادات وإشعارهم بالعار بسرعة، حتى للأشياء الصغيرة. إذا  كنت مرآة مشوهة لطفلك فحتى عندما تحاولين تشجيعه وتقولين له إنه ذكي أو موهوب فقد يستجيب بطريقة سلبية لأنه يعتقد أنك تقولين ذلك فقط لأنك والدته وليس لأنه ذلك فعلًا وهذا يظهر كيف يؤثر تقدير الذات المنخفض على طريقة استيعاب الأطفال لتفاعلات الآخرين وكيف يرون أنفسهم.

يلاحظ الأطفال الصغار ويتذكرون كيف يرد الناس، وخاصة الأهل، عليهم. مع مرور الوقت، تساهم تصوراتهم لهذه الردود في تشكيل المعايير التي يأتي الأطفال ليحكموا بها على أنفسهم وكذلك مشاعرهم تجاه أنفسهم. لكن للأسف، مجرد قول أشياء جيدة عن أطفالنا لا يضمن أنهم سيشعرون بالتحسن تجاه أنفسهم إذا كانت ثقتهم بأنفسهم منخفضة.

وواجبنا كأمهات أن نجد التوازن بين الحب غير المشروط والتوجيه الضروري. فهدفنا هو تعليم أطفالنا السلوكيات الصحيحة لكن دون إحداث جرح في تقديرهم لذاتهم.

كيفية التعامل مع اانخفاض ثقة الطفل بنفسه 

عندما يعاني طفلك من انخفاض في ثقته بنفسه، سيكون أكثر حساسية للنقد وقد يشعر بسهولة بالرفض. وإليكِ عزيزتي الأم بعض النصائح للتعامل معه في مثل هذه الحالات:
  • التعبير عن الحب والدعم: تأكدي من أن طفلك يشعر بالحب والدعم، حتى عند توجيهه.
  • التفهم والصبر: حاولي فهم مشاعر طفلك والتعامل معها بصبر وتعاطف.
  • التوجيه الإيجابي: استخدمي أساليب التوجيه الإيجابي بدلاً من النقد الحاد. مثلاً، قولي "أحببت الطريقة التي جمعت بها ألعابك اليوم، هل يمكننا العمل معًا على ترتيب غرفتك؟".
  • التواصل المفتوح: افتحي حوارًا مع طفلك حول مشاعره واجعليه يشعر بأنك موجودة دائمًا للاستماع والدعم.

الخلاصة


إن التعامل مع تصرفات الأطفال وتصحيحها يمكن أن يكون تحديًا كبيرًا عزيزتي الأم، خاصة إذا كان الطفل يعاني من ثقة منخفضة بنفسه. لكن من خلال التفهم، الدعم، واستخدام أساليب التوجيه الإيجابي، يمكننا تعزيز تقدير أطفالنا لذاتهم ومساعدتهم على النمو بطريقة صحية. لنكن دائمًا مرآة إيجابية تعكس الحب والدعم لأطفالنا.

هل واجهتِ مواقف مشابهة مع طفلك؟ شاركينا تجربتك ونصائحك.

جعل الله أولادكم قرة أعينكم



  • Share:

You Might Also Like

0 التعليقات